الخميس، 2 يونيو 2011

توصيات مؤتمر المرأة المسلمة في المجتمعات المعاصرة

توصيات مؤتمر المرأة المسلمة في المجتمعات المعاصرة






ثقافتنا - العدد 16


محمّد علي آذرشب


سم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد

توصيات المؤتمر
بفضل من الله وتوفيقه، عقد المعهد العالميّ لوحدة الأمة الإسلاميّة مؤتمرًا عالميًّا عن وضع المرأة المسلمة في المجتمعات المعاصرة: حقائق وآفاق في مدينة كوالالمبور، وذلك في الفترة الواقعة ما بين 1-3 شعبان لعام 1428هـ الموافق 14-16 أغسطس لعام 2007م. وقد قدّم في المؤتمر ما يزيد على 130 بحثًا تناول فيه الباحثون مختلف الأوضاع الفكريّة والاجتماعيّة والاقتصاديّة والسياسيّة للمرأة المسلمة في العصر الراهن.
ولله الحمد، تميّزت جلسات المؤتمر بمداخلات علميّة نزيهة، وطروحات فكريّة متعددة ومتنوعة، كما أتاح المؤتمر فرصة لتلاقي الأفكار، وتواصل المفكّرين، ومناقشة الموضوعات الهامّة والملحة للمرأة المسلمة.
وقد توصل المؤتمر إلى جملة من التوصيات، كان أهمّها التوصيات التالية:
إنّ الإسلام بكتابه الحكيم وسنّة نبيّه الكريم ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ اعتنى بالمرأة المسلمة بنتا وأختا وأمّا وجدّة، وأعطاها كل الحقوق التي تستحقها، وصانها من الابتزاز والانتهاك والاستغلال والامتهان، ولذلك، فلا بدّ من تصحيح تلك الصورة المغلوطة المشوّهة عن موقف الإسلام من المرأة، إذ إنّ موقفه يعدّ الموقف الأكثر إنصافا وعدلا ورحمة وشمولا.

إنّ على المرأة المسلمة المشاركة الجادّة في المحافل الدوليّة لإبراز موقف الإسلام من المرأة وتصحيح المفاهيم والتصورات المنسوجة حول ذلك الموقف السامي.
بالنظر إلى تلك الزيادة المطردة في أعداد المصابين بمرض نقص المناعة المكتسبة "أيدز" والأمراض المعدية، فإنّ المؤتمر يحثّ حكومات الدول الإسلامية على توفير الفحوصات الطبية اللازمة للراغبين في الزواج حماية لهم من الإصابة بتلك الأمراض.
كما يوصي المؤتمر بضرورة ترسيخ الأهمية القصوى للتدابير الصحيّة وقاية من الأمراض المعدية للجنسين، وذلك عبر العديد من البرامج التعليميّة والوسائل المتاحة.
ينبغي على الدول والمجتمعات السعي الجاد من أجل تصحيح صورة الإسلام تجاه المرأة المسلمة في وسائل الإعلام المختلفة تأكيدًا على إنصاف الإسلام للمرأة وإعطائها جميع حقوقها دون نقص.
ينبغي على الدول والمجتمعات الإسلاميّة إشراك المرأة المسلمة في صنع القرارات وقيادة المجتمعات وفق مبادئ الإسلام العادلة وتوجيهاته السامية. وتحقيقا لهذا، فإنّ المؤتمر يهيب بالدول والمجتمعات بأن تعمل من أجل توفير فرص الإسهام والمساهمة للمرأة المسلمة في كافة مجالات الحياة.
يوصي المؤتمر بضرورة إقامة وحدة تنسيق تابعة للمعهد العالمي لوحدة الأمة الإسلاميّة من أجل متابعة قضايا المرأة المسلمة في جميع أنحاء العالم، وإعداد قاعدة بيانات تتضمن معلومات وافرة عن قضايا المرأة المسلمة المتجددة والمتطورة مع الزمن ضمانا لحسن التنسيق والتعاون مع المؤسسات والمنظمات المهتمة بشؤون المرأة والأسرة المسلمة بشكل عامّ.
كما يوصي المؤتمر بتأسيس مفوضية عالمية محترفة للمرأة المسلمة تعنى بتحسين صورة المرأة المسلمة وتمكينها من مواجهة تحديات العولمة.
ينبغي على الدول والمجتمعات الإسلاميّة فسح المجال لمشاركة واسعة رشيدة للمرأة المسلمة المؤهّلة، وذلك للمساهمة في الشأن العامّ، والمشاركة في رسم الخطط التنمويّة لعموم المجتمع. وتحقيقا لهذا، فإنّ للمرأة المسلمة المؤهّلة الحقّ الكامل في المشاركة الفاعلة في جميع الأنشطة السياسيّة والاجتماعيّة والاقتصاديّة والفكريّة والثقافيّة، ولا يجوز حرمانها من تلك المشاركة مادامت ملتزمة بآداب الإسلام وتعاليمه وقيمه.
يوصي المؤتمر الدول والمجتمعات الإسلاميّة بضرورة جعل تعليم المرأة إلزاميّا في جميع البلدان والمجتمعات الإسلامية، ولا يجوز حرمان المرأة من تعلم أي من العلوم الدنيويّة والأخرويّة النافعة استنادًا إلى الأعراف والتقاليد المخالفة لنصوص الشرع التي تحث الجنسين على تعلم العلوم النافعة في الدنيا والآخرة.
يوصي المؤتمر بضرورة التفريق بين قيم الإسلام السامية تجاه المرأة وبين ممارسات المجتمعات الإسلامية لتلك القيم، فلا يجوز تحميل الإسلام وزر تلك الممارسات الخاطئة والظالمة لحقوق المرأة ومكانتها ودورها في المجتمعات.
يوصي المؤتمر بضرورة تعديل وتصحيح الموروثات الثقافيّة والتقاليد الوافدة التي تمتهن المرأة، وتهمّش دورها في المجتمع، وتعتدي على حقوقها وحرمتها بذريعة الحفاظ عليها وعلى كرامتها. فالشرع الحكيم أعلم بما يصلح للمرأة وما لا يصلح لها.
يحث المؤتمر المؤسسات الدينيّة والتعليمية في العالم الإسلاميّ على ضرورة عرض جميع قضايا المرأة ـ حقوقا وواجبات ـ على الكتاب والسنة، وجعل الحاكمية لتحديد الحقوق والواجبات للمصدرين الأزليّين دون سواهما. ومن ثمّ، فالعادات والتقاليد التي تخالف ما ورد في ذينكما المصدرين يجب نبذها والتبرؤ منها، والعودة الصادقة إلى الشرع.
يحثّ المؤتمر على ضرورة فسح المجال لتجديد النظر في قضايا المرأة التي لم يرد فيها نصوص قطعيّة، والابتعاد عن القطع فيما لم يقطع فيه الشرع، كما يحث المؤتمر في هذا المجال على ضرورة الالتزام بمبدأ احترام الرأي الآخر، وعدم مصادرته، والإنكار على المخالفين في المسائل المختلف فيها من قضايا المرأة.
يوصي المؤتمر السادة العلماء والمفكّرين بالاجتهاد المتجدد الملتزم بأصول الشرع ومقاصده في قضايا المرأة في ضوء تحديات العصر تمكينا لها من المشاركة الفاعلة في ميادين الحياة وفق تعاليم الإسلام وتوجيهاته.
لا بدّ من دراسة قضايا المرأة في العالم الإسلاميّ ضمن إطار المشكلة الحضارية التي تتحدى الفكر الإسلامي المعاصر، وذلك بغية صياغة إستيرايجيّة عمل متكاملة لآفاق مشاركة المرأة الفاعلة في مجالات الحياة المختلفة.
يؤكّد المؤتمر على أنّ التزام المرأة المسلمة بحجابها الشرعيّ لا يمنعها ـ بأي حال من الأحوال ـ من القيام بمسؤولياتها تجاه نفسها، ومجتمعها، ولذلك، يجب تصحيح الأفكار المغلوطة عن مكانة الحجاب في وسائل الإعلام المختلفة.
يوصي المؤتمر بضرورة تفعيل منهج الوسطية التي تتفق مع قواعد الشريعة ونصوصها، وتحقق للمرأة المشاركة الفاعلة المنشودة في تنمية المجتمع وفق تعاليم الإسلام وتوجيهاته.
يحثّ المؤتمر المعهد العالميّ لوحدة الأمّة الإسلاميّة بماليزيا على ضرورة التعاون والتنسيق مع المنظمات النسويّة العالميّة لغرض إثراء وتوجيه قضايا المرأة في العالم الإسلاميّ.
والله المسؤول أن يوفقنا جميعًا إلى ما فيه خير الإسلام والمسلمين

ليست هناك تعليقات: